mercredi 13 octobre 2010

طريق العودة

يومٌ رمضاني، طقس صيفي مشمس، أجواء ترقب في العشية، إذا بسيارة ياسمين أمام الباب، ياسمين فتاةٌ ضاحكة بشوشة، تجمع بين الجد والهزل والعقل: معادلة ندر وجودها في فتاة، وأي فتاة، فتاةأصيلة جهتي، ذات حسب ونسب تقطن فرنسا، ولها من الأصول ما يكفيها شر الانبتات، ومن التلقائية ما يقيها شر النفاق ومن الجمال ما يبعدها عن العقد، أتت و ليتها ما فعلت، سألت عني أمي فإذا بي أمامها، أرقب تأنقاً غير مألوف منها وجمالاً طبيعيا أئلفه جيداً، قالت بصوتٍ هادئ هل لديك من الوقت ما يسمح لك بركوب السيارة؟
إلى أين نمضي؟-
إلى العدم .. droit au néant-
!!!-
عبرت عن استغرابي بكلماتي سخرية عن محاولتهااكتناف الغموض وأنا اركب السيارة ثقة في ما يمكن أن يكون سبب طلبها وتلهفاً لإنهاء ما تريد فعله فموعد الافطار قريب (فما عله يكون سوى طلب مساعدة
انطلقت بسرعة إلى طريق حومة السوق كنت تتجاهل أسئلتي وأنا أعاكسها بادعاءت عن افطارها الذي جعله تهمل موعد الإفطار !!! كانت تتجاهل أسئلتي وتزيد في سرعتها وصلنا مرتفعاً في منطقة القرع
، خذت الجنبا الأيسر من الطريق!!، مرتفعا ً ومنعطف والجناب الأيسر من الطريق!! وزادت في السرعة !!!!
شبيك هبلت تحب تقتلنا ؟؟؟-
فكرت في مسك المقود لكني عدلت عن ذلك ففيه خطر شديد، خاصة في ضل وجود المنحدر المحدد لكياني، مضت صور من حياتي في تلك اللحظة الطويلة لحظات اوردت أحداثاً فيها من التفاهة ما يجعلها جديرة بالمحو من ذاكرة أيامي وأخر اعدها ملخصاً لقصة وجودي، هل هي النهاية؟. قطعاً لا.
في ثانية مضى كل ذلك وهي تسرع مصممة، مرتفعا ً ومنعطف والجناب الأيسر من الطريق وزادت في السرعة في الأعلى وأمام المنحدر كبحت دقات قلبي. توقفت أمام منظر الغروب شمسٌ تسقط في بحر وراء الواحة مشهدٌ لا تراه إلي في جربة، أجابت عن سؤالي ببرود من أين تأتي سيارةٌ أخرى في مثلي هذا التوقيت؟ نسبة ضئيلة؟ كيف تكون الحياة بلا مخاطرة تمتع بلحظات النجاة لتعرف معنى الحياة إن الحياة وجدت لتعاش لا لنمل أو نموت (قلت لها سابقاً اتمنى الموت لو مات كل من قد يحزنون عني فلا فائدة من العيش!!) الم تحس بمعنى الحياة هناك الكثير لكي يعاش وقصصاً كثيرة لم تبدأ، ا تسمع الأذان؟ الناس يفرحون ويأكلون لأنهم أجلوا متعة أكلهم
ليتمتعوا بلذة الشبع الأن. العمال يبغون النوم ولكنهم يؤمون المقاهي لإحساس أعمق ليلاً.. الدنيا لا يمكن الإحساس بقيمتها إلا إذا فقدتها ولكن إن فقدتها إنتهى الأمر فلا مجال للعود ... إن كنت مازلت لا تبغي العيش فعش لأجلي

!


اقتربت شفتاها من فمي صائم مد عنقه إلى إلهٍ جديد، وعندما فكر في غضب إلهه الحقيقي
إلهاً لا يبغي يوماً أن يكفر به؛ الصديقة والحبيبة والزوجة والخليلة، الفتاة الذي جعلت له في حياته معنى، الفتاة التي أحب وصار معها شابا أخر، شاباً يعيش لأجلها و يقيم كل عباداتها كل شيء سوى معصيةٍ واحدة، خطأ وحيد كما فعل محمد مع إلهه في صورة عبس فعل هو معها، لكنه يحبها حد الجنون حب أكبرر من أمل فتى مراهق وأنقى من الصفاء وأعمق من الألم

وشوش للكائن الجميل الذي أمامه أنه يعيش من أجل حبيبة مجهولة وأنأى بوجهه إلى السيارة معلناً فهمه وانتهاءه من الموضوع
لحظات دهشة وصمت و إنكسار لإلهٍ خسر معركة مع رسول ينشر رسالته، إلهي متعلقٍ بجبرتوه حداً جعله لا يقيم وزناً لعبدٍ يمكنه الكفر بنعمة اصطفائه رسولاً، ولو فعل لا جنبه ذلك ربع ساعة من الصمت خلال طريق العودة......

ملاحظة؛ تمكنت اليوم من إخبار إلهي بكفري وغفر لي ذنوبي
..

Aucun commentaire: